الثلاثاء، 13 مايو 2014

[ من قال أن الموت بُعد ؟ ]



 

ما وقفت أمام الله بانكسارٍ قط كما فعلت حين دعوته أن يشد عليّ ضيق الدنيا و يوسع لكِ في الأرض ، و لا انتفضت باكية بين يدي الله مرة كما فعلت حين زلزل الشوق فيّ كل أركاني الصابرة . 


ما عرفت الله بهذا القرب كما عرفته بعد أن رحلتي ، الله يقرّب المسافات التي بيننا ، يجعل كل الطريق البعيدة بيننا تنطوي بدعاء قصير ، الله يداوي شوقنا بالدعاء و يقرّب بعدنا بسجدةٍ ما نرتفع منها إلا مطمئنين .  

لو تعلمين كم مرة دعوت الله يا جدة أن ينفض عنكِ هذا التراب و تعودي ، كم مرة سألته ملحّة أن يجعل كل مافات حلم و أن أستيقظ صباح ذاك اليوم على صوت ساعتي لا بفزع صرخة و بكاء ، كم مرة طلبته بانكسارٍ أن تعودي و ما استجاب .. لأنه اختاركِ لمكان أفضل يا جدة ، لأني أعلم يقينًا أن الله لن يتركنا في حزن كهذا دون أن يكتب خيره لأحدنا أو لجميعنا .


الله يحبكِ يا أمي لأنه زرع في صدورنا حبًا لكِ بحجم سبع سماوات و من الأرض مثلهن ، يحبك لأنه علّمنا أن أول الدعاء أنتِ و أوسطه أنتِ و آخره أنتِ ، يحبك الله يا جدة ❤️.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق